وعد الخطيب تؤكّد أن حلب باتت مستنقعًا من الخرسانة 
آخر تحديث GMT14:02:44
 عمان اليوم -

دعت إلى إقامة ممر مساعدات فعّالة في المدينة السورية

وعد الخطيب تؤكّد أن حلب باتت مستنقعًا من الخرسانة 

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - وعد الخطيب تؤكّد أن حلب باتت مستنقعًا من الخرسانة 

منطقة المتمردين المحاصرين في حلب
لندن - كاتيا حداد

قدّمت قناة الصحافية وعد الخطيب تغطية شاملة من داخل مدينة حلب المهجورة المحاصرة، مؤكّدة أنه "ليس هناك بقعة واحدة في حلب المهجورة يمكنها الهروب من الشعور بالخطر الوشيك، فالإيمان بالقدر يصيبنا جميعًا، لا أحد يتوقّع أن يعيش فترة أطول، ربما تكون هذه آخر مرة أكتب فيها، أو آخر مرة أسجّل فيها ما يحدث في وطني، إنها ليست فكرة سهلة مع وجود جنين ينمو بداخل أحشائي بالإضافة إلى ابنتي وعمرها 11 عامًا والتي تنام بجواري، عُلق حبل المشنقة حولنا جميعًا منذ بدأ الجيش السوري والروس حصار حلب منذ 110 يومًا، والآن يبدو الحصار أكثر إحكامًا".

وأضافت وعد أن "الوقت ينفذ ، ونحن ننزلق إلى ما يبدو وكأنه النهاية، ولا زال العالم يجلس مكتوف الأيدي، إلى الجميع، إلى حكومات الغرب، أوجّه لكم نداء من القلب في الوقت القصير الذي تبقى، أرجو منكم القيام بشيء ما، من فضلكم تذكّروا إنسانيتكم، وإعملوا من أجل إقامة ممر مساعدات فعّالة، أسقطوا علينا الإمدادات الحيوية، أرجوكم افعلوا شيئا، لقد فات الأوان لإنقاذ حلب القديمة الجميلة بالمعنى المادي أو الجمالي، لقد تعرّضت البلاد إلى القصف بلا هوادة من كل حجم وشكل، وهي الآن مستنقع من الركام والخرسانة المسلحة، لم يبقى حجرًا واحدًا في المدينة على حاله السابق كما لو دهس المدينة عمالقة، المدينة مسطحة، لم يبقى شيء سوى الهواء الملوث بغاز الكلور أو الغبار أو النيتروغلسرين اللاذع ورائحة القنابل، وتم استبدال ضوضاء المدينة اليومية بصياح القنابل ويتبعه الصمت، لقد أصبحت حلب مدينة الظلام".

وأردفت وعد: "ليس لدينا أي كهرباء باستثناء أحد المولدات الذي يخدم المستشفى الوحيدة المتبقية وعدد قليل من المخابز، وليس لدينا مياه جارية، ونستخدم وسائل بدائية لإخراج ما في وسعنا من الآبار القديمة، ويمكن أن تمر علينا عدة أيام دون أن نغسل أيدينا فيما أصبح الاستحمام أو استخدام المرحاض ترفًا بالنسبة لنا، واعتدت على تصوير الحياة خارج المستشفى الوحيدة المتبقية حيث أعيش مع زوجي "هندرا" وهو طبيب وذلك قبل أن يصبح القصف مستمرًا وقبل بدء الهجمات بغاز الكلور، الآن يقتصر حديثي على ما يحدث في الداخل في أعقاب المجازر،

وعد الخطيب تؤكّد أن حلب باتت مستنقعًا من الخرسانة 

وحاليًا ينشغل بالي بفكرة أنني ما زلت حية وأكثر واقعية، ولم يعد لدي سوى حزمة واحدة من الحفاضات ويجب أن أفكر فيها باعتبارها كنز مكلف وسوف تنفذ قريبًا، وتعمل فقط 40% من المخابز وتظّل مفتوحة لبضعة أيام في الأسبوع فقط، كما أن نوعية الخبز سيئة للغاية بسبب إضافة أشياء أخرى إلى الدقيق لجعل الخبز يعيش فترة أطول، وفي بداية الحصار بدأت وكالات المعونة مشروع التخصيص بهدف زراعة الخضراوات لتغطية بعض احتياجات المدينة وكانت فكرة ممتازة، ولكن فقدت المخصصات تمامًا مع تقدم قوات النظام، وفي كل مرة تسقط مدينة يهرب سكانها ولكن لم يعد هناك مكان للهروب، فإذا اتجهوا للمناطق التي تسيطر عليها الحكومة سيواجهون الموت وإذا بقوا فإنهم يواجهون مصير مشابه، ولا يوجد خيار آخر، ولا يعد الغذاء والماء أكبر مشكلة ولكن الكارثة الأخيرة تتمثل في القصف الكثيف من النظام والذي تسبب في خسائر هائلة، ويتم استهداف المستشفى يوميا بالقذائف، ويوم الجمعة سقطت إحدى القذائف أمام بوابة الطوارئ، وفقد سائق سيارة الإسعاف ساقيه

وتوفى موظف آخر أثناء جلب طفل من تحت الأنقاض، وتم قصف مستشفى مؤقت أمس وكان علينا نقل الضحايا والعاملين إلى المستشفى لدينا، وفقدت إحدى الفتيات عينها اليسرى لكنها أرادت البقاء خشية ألا يجدها والدها ووالدتها، وحاولت تهدئتها وإقناعها بالبقاء معي وأخبرتها أنني سأبحث عن والدتها، ولم نستطع إيجاد سرير ولذلك وضعناها مع امرأة أخرى جريحة والتي تبيّن لاحقًا أنها والدتها وكان الأمر أشبه بمعجزة، وهناك اختلطت الدموع بالدماء وأيضا السعادة والحزن، وبدى الأمر كما لو كان مشهد من هوليود، وفي نهاية اليوم وضعنا رؤوسنا على وسادة وسمعنا أصوات الطائرات الحربية في كل مكان وسحبت الأغطية فوقي وعانقت زوجي وابنتي".

وختمت وعد: "تمتمت بالصلاة إلى إلهي بأن تتركنا هذه الطائرة الحربية دون تفجير أو أن تذهب وتلقي بالقنبلة على أي مكان آخر، حقا لا أريد أن أضطر إلى ترك مدينتي أو الفرار من مكان أنتمي إليه، أريد أن أبقى وألقى مصيري في نفس تربة وطني، لدينا قضية وسنضحي من أجلها بأنفسنا، أريد أن أعيش بكرامة في بلدي، لا أستطيع أن أفقد الأمل على الرغم من إيماني بالقضاء والقدر، أقول لنفسي أن هناك طفل بداخلي سيرى النور خلال بضعة أشهر، ولدي أمل كبير أنه عند ولادته سيكون كل شئ على ما يرام في حلب".

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وعد الخطيب تؤكّد أن حلب باتت مستنقعًا من الخرسانة  وعد الخطيب تؤكّد أن حلب باتت مستنقعًا من الخرسانة 



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:12 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 عمان اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 عمان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 عمان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 10:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab